بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
جماهير النصر بين الامس و اليوم
مقال اخر لمؤرخ النصر الكبير : نصراوي المجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
أجد نفسي عاجزا عن التعبير الصحيح اتجاه ما وجدته من حفاوة وترحيب كبيرين من أعضاء هذا المنتدى الكرام لم أكن أتخيل والله جزءا منها. ويعلم الله إني أشعر بالسعادة والامتنان لما أجده من احترام وتقدير ضننت أني لن أجدهما أبدا من النصراويين ( أصحاب القرار ) بعد عمر طويل قضيته في خدمة هذا الكيان.
وكلمة أتمنى أن تتسع لها صدوركم الرحبة وهي أني وجدت في منتديات العالمي كلوب كل حب وتقدير طوال عشر سنوات أو تزيد ولا ينسى الفضل إلا قليل أصل.
لمدة تزيد عن أحد عشر عاما لم يفسد الأمر هناك إلا قلة قليلة – ربما يكونون غير نصراويين – تسببوا فيما تسببوا فيه. ولقد حذرت مرارا وتكرارا من مغبة السكوت عنهم ولكن قدر الله وما شاء فعل.
كم كنت أتمنى لو انصهرت كل منتديات النصر في منتدى واحد سواء كانت المنتديات الرياضية النصراوية البحتة أو المنتديات العامة التي تخصص قسما للجماهير الرياضية ومنها جمهور النصر. كم كنت أتمنى لو أصبحت هذه المنتديات كلها منتدى واحد لتتحد الجماهير النصراوية وتصبح كلمتها واحدة حيث ستستفيد في الإحصائيات العامة من حيث الدخول ومن حيث المشاركة ومن حيث عدد الأعضاء. كما أن وجودها كلها في منتدى واحد يجعل اتجاها واحدا بدلا من التحزبات والانقسامات التي نهشت في جسد هذا الكيان وجعلته في تراجع مستمر.
هذا الأمر في الحقيقة يدفعني للحديث عن موضوع هام..
جماهير النصر بين الأمس واليوم..
زمان كنا نسخّر الوسائل لصالحنا وكانت هذه الوسائل وسيلة لتقاربنا وترابطنا..
اليوم للأسف أصبحت الوسائل هي التي تسخرنا لصالحها بل أصبحت وسيلة لتباعدنا وتشتتنا..
لأضرب بعض الأمثلة البسيطة..
التلفزيون مثلا كان أيام زمان وسيلة لجمع أفراد الأسرة الواحدة حيث كان الجميع يحرصون على متابعة برامجه الممتعة.. حتى لو يقع بين بعض أفراد الأسرة سوء فهم سرعان ما يذوب بمجرد جلوسهم أمام الشاشة واستمتاعهم بمواده.
اليوم أصبح التلفزيون وسيلة هامة لتشتت أفراد الأسرة الواحدة حتى بين الأطفال حيث تجد كل طفل يصر على قناته المفضلة مما يدفع بالأب لتوفير أكثر من شاشة لإرضاء أطفاله. وإذا كان هذا هو حال الأطفال فكيف ببقية الفئات الأخرى.. ؟.
التلفون مثلا.. كان أيام زمان جهاز وحيد في المنزل ( ثابت ) لا يستخدم إلا للضرورة القصوى من كافة أفراد الأسرة وكان مراقبا من قبل الوالدين. أما اليوم فبإمكان حتى الصغار استخدام أكثر من شريحة وأكثر من جهاز جوال لا تعرف متى يستخدم وفيم يستخدم.
أصبحت الوسائل اليوم سببا رئيسيا في ابتعاد الناس عن بعضهم البعض برغم أنها تدعي أنها وسائل تواصل اجتماعي.. !!. أي تواصل اجتماعي.. ؟. التواصل الاجتماعي كان زمان.. عندما كان الناس يتزاورون في منازلهم ويطرقون الأبواب بدون مواعيد مسبقة واتصالات. أما اليوم فبإمكان المرء أن يتواصل بالسب والشتم وطرح السخافات وهو أكرمكم الله في دورة المياه يقضي حاجته.. !.
تجد أربعة أشقاء في المجلس الواحد يمكثون ساعات طويلة معا ومع ذلك لا يشعر أي منهم بوجود الآخر لأن كل واحد منهم مشغول بكل حواسه وجوارحه بما معه.. هذا معه ( بلاك بيري ) والآخر( أي باد ) والثالث ( لابتوب ) والرابع مشغول بمباراة في ( البلاي ستيشن ) في دوري مع أناس لا يعرفهم عن طريق النت. هذا حالهم كل يوم لدرجة أن كل واحد فيهم لا يعرف شيئا عن أشقائه.. !!.
هكذا أصبح حالنا مع التقنية في هذا الزمان..
ولو حاولنا أن نتحدث عن هذه التقنية وما فعلته بالجماهير الرياضية وخاصة ( جماهير النصر ) سنجد أنها أوجدت تغييرات كبيرة معظمها سلبيا للأسف..
زمان كان المشجع يتعب في الحصول على أي شيء وكان تعبه هذا مصدر لذة ومتعة لأن التعب في الحصول على الأشياء يكون عادة ممتعا ولذيذا بعكس الحصول عليها بسهولة متناهية كما هو الحال اليوم..
كان المشجع النصراوي يتجه للنادي ليحصل على معلومة أي معلومة وكان مصدرا لكثير من المشجعين من أصدقائه وأقربائه. اليوم تأتي المعلومات تباعا لكل فرد منا بدون تعب بما في ذلك المعلومات الغير هامة مما جعل الكرة وأخبارها من الأمور المملة والروتينية..
زمان كان المشجع يتجه للملعب يقوده حماسه وعشقه وكان أيضاً يقوده ( فضوله ) حيث كانت معلوماته القليلة دافعا لحضور المباريات ليعرف من سيشارك ومن سيتغيب وكيف هي خطة المدرب وغير ذلك مما يهم المشجعين. اليوم تصب في جيب المشجع كل المعلومات التي يريدها والتي لا يريدها من خلال جهاز صغير جعل الأمر خاليا من الطعم والمذاق..
كان المشجع يسجل المباريات إما تسجيلا صوتيا وهذا كان قبل ظهور الفيديو أو يسجلها بواسطة الفيديو بعد توفر هذه التقنية أو يقوم بشراء شريط الفيديو أو استئجاره ليستمتع بمشاهدة المباراة مرة أخرى بكل هدوء ومتعة. أما المباريات الغير منقولة وما أكثرها فقد كان يسأل عن نتيجتها إما في النادي أو بواسطة الاتصال على الدوريات والنجدة أو يسأل عنها من حضر المباراة أو ينتظر نشرة الأخبار. هذا طبعا إذا كانت المباراة خارج مدينة الرياض. أما المباريات التي تقام في مدينة الرياض فمن النادر ألا يحضرها مشجع نصراوي. أما اليوم فقد توفر كل شيء وبأسهل الطرق مما جعل الكرة مملة لا طعم لها ولا رائحة حتى الصور والتي كنا نشتريها من محلات التصوير ونتفاخر بها أصبح توفرها اليوم وبهذه الكثافة يثير الاشمئزاز والتقزز.
حتى المشجعين السلبيين ممن يرتادون النادي تجدهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ولو أرادوا ( الحش ) في إدارة النادي أو بعض اللاعبين أو المدرب أو في بعض الجمهور فهم في النهاية مجموعة قليلة تجدهم في زاوية أو ربعة في مكان ما في النادي لا يسمعهم أحد ولا يتأثر بهم أحد. اليوم بإمكان طفل صغير ربما ينتمي لنادي آخر أن يسوق وراءه آلاف من المشجعين بشائعة أو بمعلومة خاطئة عبر هذه الوسائل الحديثة بزعم أنه مشجع مخلص.. !!!.
زمان كان مواجهة الجمهور للاعبين وبعض سلبيات اللاعبين صادقة ومخلصة وكان المشجع يتحدث مع اللاعب بكل أدب واحترام نظرا لأنه مشجع مخلص من جهة ولأنه في مواجهة اللاعب مباشرة حيث لا يليق أن تتحدث مع شخص وجها لوجه بطريقة جارحة أو غير لائقة. اليوم نستطيع أن نجرد اللاعب من أدميته ومن إنسانيته بكل بساطة لأننا نشخبط باستخدام تقنية ونحن في غرفنا أو مجالسنا بعيدا عن الأعين.. !!!.
باختصار كان التشجيع الرياضي زمان متعة ومتعة كبيرة جدا وكان تشجيعا صادقا مخلصاَ. قد يقول قائل أن نصر زمان كان يزخر بالنجوم الأباطرة بعكس لاعبوا اليوم. ربما هذا صحيحا لكن هذا لا يعني أن نخرج عن القيم والمبادئ في تعاملاتنا وتواصلنا..
وبما أن هذه التقنية الحديثة باتت أمرا واقعيا مريرا فلماذا لا نستغلها كمشجعين لصالح النصر هذا الكيان العظيم الذي يئن ويبكي جراء جحود أبنائه ونكرانهم.. ؟.
كيف نعود لأخلاقيات الماضي بتقنيات الحاضر.. ؟؟.
يجب علينا أن نعلم جميعا أن نادي النصر يختلف عن غيره من الأندية الكبيرة والجماهيرية أولا من حيث كونه يفتقر للإعلام القوي وثانيا من حيث كونه يفتقر لأعضاء الشرف المؤثرين..
هذا النقص المؤثر يدفعنا كمشجعين بأن نتحمل المسئولية عوضا عن بقية العناصر الناقصة..
نحن جماهير النصر ملقاة على عاتقنا أمور كثيرة جدا نظرا لافتقار النصر للإعلام القوي والشرفيين المؤثرين..
دعونا نتفقد أطروحاتنا كجمهور نصراوي في المنتديات الالكترونية..
كم من موضوع جيد ومفيد كتبها كل واحد منا.. ؟.
لنتذكر الآن ونستعرض أطروحاتنا منذ البداية..
ليسأل كل واحد منا نفسه: أنا كمشجع لهذا الكيان العريق ماذا قدمت له.. ؟.
نحن متفقون أن النصر في حاجة لجماهيره أكثر من أي نادي رياضي آخر.. هذا يقودنا لنتساءل: ماذا فعل كل واحد منا لخدمة هذا الكيان التاريخي الكبير.. ؟. وكيف وظفنا هذه التقنيات الحديثة لخدمة هذا الكيان.. ؟.
قد يقول قائل: الكثيرين من جمهور النصر ليس لديهم قدرات أو وسائل تذكر لخدمة هذا الكيان.
هذا كلام غير صحيح..
كل واحد فينا لديه موهبة ما.. قدرات ما.. إمكانات ما.. ولكنه لا يشعر بذلك أو لا يرى أن توظيفها لصالح النصر ذو فائدة أو ذو قيمة..
دعونا نأخذ نموذجين لمحبين للنصر..
هناك ( علي النصراوي ) مثلا عبّر عن محبته للنصر بمهمة اختارها لنفسه ولم يحيد عنها برغم كل الظروف وهي طرح فيديوهات قديمة للنصر تذكر الناس بنصر الزمن الجميل. وهناك ( الضب الأصفر ) مثلا عبّر عن حبه للنصر بتلك اللافتات التي يصرف عليها الكثير من المال في كل أمر مستجد عن النصر.
كل واحد فينا بإمكانه أن ينافس علي النصراوي والضب الأصفر في خدمة النصر وفي أي مجال كان.. هناك من هو مبدع في التصوير وهناك من هو مبدع في التصاميم وهناك من هو مبدع في المونتاج وهناك من هو مبدع في الأشعار وهناك صاحب الصوت الجميل وهناك من لديه قدرات مادية ليدعم فكرة ما وهناك وهناك فلماذا لا نسخرها لهذا الكيان.. ؟.
لماذا معظم أطروحاتنا سخيفة وتافهة برغم أن لدينا أفضل من ذلك.. ؟.
ما الفائدة من أخبار عاجلة غير صادقة.. ؟.
ما الفائدة من السب والشتم.. ؟.
ما الفائدة من تحطيم معنويات لاعب من اللاعبين لمجرد أنه أخطأ أو لأنه قدم مستوى منخفض في إحدى المباريات.. ؟.
ما الفائدة من كيل المديح للاعب معين على حساب زملائه اللاعبين.. ؟.
ما الفائدة من التراشق بالكلام بين أعضاء المنتديات.. ؟.
ما الفائدة من مواضيع تجعلنا في نظر الآخرين الأكثر سخفاَ.. ؟.
ما الذي سنجنيه من التحزبات إلا التراجع وفقد المكتسبات التي بناها النصر خلال أربعة عقود أو تزيد..
لنا الآن مع هذه التقنيات أكثر من أحد عشر عاما فلماذا لا نستعرض أطروحاتنا كجمهور للنصر ونتعرف على الايجابيات وننميها ونتعرف على السلبيات ونقضي عليها.. ؟.
لا أعرف هل هي مصادفة أم ماذا.. ؟. لماذا تراجع النصر مع ظهور هذه التقنيات.. ؟.
والسؤال الأكثر دقة: لماذا استفادت الأندية الأخرى من هذه التقنيات أكثر من النصر.. ؟.
أمامنا مهام صعبة كجماهير لهذا الكيان فهل آن الأوان لنتحمل مسئولياتنا أم لا زال للسب والشتم والتهكم والسخافات بقية.. ؟.
كلنا نعلم أن النصر مغيب إعلاميا.. بل محارب إعلاميا ومن فئة تمتلك 90 % من الإعلام الرياضي فهل لدينا بصيص من الأمل في تغير توجه هذا الإعلام.. ؟. هل لدينا أمل في عدالة إعلامية بين الأندية.. ؟.
لقد نجح هذا الإعلام وباقتدار في شق الصف النصراوي وعلى كافة الأصعدة فهل آن الأوان لتوحيد الصف أم لا يزال الوقت مبكرا على ذلك.. ؟.
لتكن بداية التصحيح من المنتديات..
لتكن بداية الوقوف القوي مع الكيان من المنتديات وبواسطتنا نحن جماهير النصر لعل وعسى تشعر بقية العناصر ( الإعلام النصراوي وأعضاء الشرف ) بالمسئولية هي الأخرى.. تشعر بأن هناك نادي متضرر اسمه النصر فتهب لتحمل مسئولياتها.. !!.
ليست العبرة في انتظار الموسم الجديد لأن الكورة لا تنتهي..
بل العبرة في تغيرنا نحن جماهير النصر وتحمل كل فرد منا مسئوليته اتجاه هذا الكيان.. وبالتالي إجبار القائمين على العمل الأفضل..
الانطلاقة ستكون من جمهور النصر..
جمهور النصر الذي كان وحتى وقت قريب الظاهرة الكبرى في تاريخ كرة القدم المحلية..
#- تابعت ما يقارب ( 300 ) مباراة ودية للنصر عبر تاريخه سواء في معسكرات خارجية أو هنا في المملكة فلم أجد تناسبا طرديا بين نتائج المباريات الودية والمباريات الرسمية إلا فيما ندر.
- أنا شخصيا أرحب بالنتائج السلبية في المباريات الودية لأنها تعطي المسئولين والمدرب الحقيقة كاملة بينما النتائج الجيدة ربما تكون خادعة.
- لو يفوزون على فريق شركة باسم فريق معروف يقيمون الدنيا ولا يقعدوها أما النصر فكل انتصاراته الكبيرة في المباريات الودية هي في النهاية لا تعكس المستوى الحقيقي للفريق الآخر.. !!!.
- حتى هزائمهم الثقيلة يوما كانت مصدر فخر لهم لأنهم لم يخسروا إلا بستة أهداف نظيفة فقط.. !!.
- تخيل لو قام كبير كتاب النصر ( فاروق بن زيمه ) يرحمه الله أو الكاتب السابق محمد العمرو أو سليمان العمير أو أي كاتب آخر من الكتاب النصراويين في تلك المرحلة ولنأخذ مطلع عام 1397هـ مثالا وطرح موضوعا حول الأعمار والبطولات قائلا: قل لي كم عمرك لأعرف كم هي عدد بطولات فريقك. وكان العمر المختار عشر سنوات مثلا سنجد أن للنصر ( 15 ) بطولة وللأهلي ( 10 ) بطولات وللهلال ( لا شيء ) من البطولات. السؤال: هل فعل ذلك أحد كتاب النصر حينها ؟. هذه مشكلة الوسط الرياضي المغلوب على أمره من هذه الفئة السخيفة التي لا تمل من سخافاتها عبر الأجيال..
- الروح ثم الروح ثم الروح يا إدارة النصر..
- زمان كان الفوز يجعلنا أكثر ثقة وحيوية والخسارة تجعلنا أكثر تصميما وتحديا أما اليوم فالفوز يجعلنا أكثر تخوفا وقلقا والخسارة تجعلنا أكثر تحطيما وإحباطاً..
- يكفي النصر فخرا أنه الفريق الوحيد بين سائر فريق المملكة الذي تدرج من الصفر من فريق في حارة إلى أن وصل إلى العالمية مارا بكل درجات الأمجاد والانتصارات برغم أنه مغيب بل محارب إعلاميا.
- كم كنت أتمنى لو أجد مساحة للرد على كل عضو تداخل في موضوعي السابق.
للامانه منقول
حقيقة اللسان يعجز عن وصف كلامه
ماذا عنكم انتم ؟؟؟
تحياتي
خالد العالمي